* والجملة اعتراض بسؤال تبكيت وإنكار. قال أبو حيان: "ويحتمل أن يكون حكاية توبيح يوبخون به عند استنظارهم يومئذ. و"يسَتَعجلونَ" على هذا الوجه حكاية حال ماضية". وهو مسبوق في ذلك بالزمخشري. والاعتراض على هذا بين قوله: "فَيَقُولُوا ... " وقوله "أَفَرَأيت ... "؛ فلا محل له من الإعراب.
{أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205)} (?)
أفَرأيتَ: الهمزة: للاستفهام. والفاء: للعطف على مقدر يقتضيه المقام.
رَأيْتَ: فعل ماض، والتاء: في محل رفع فاعل، وهو على معنى: "فأخبرني". قال أبو السعود: "لما كانت الرؤية من أقوى أسباب الإخبار بالشيء وأشهرها، شاع استعمال (أرأيت) في معنى أخبرني، والخطاب لكل من يصلح له كائنًا من كان".
وقال أبو حيان: "تقرر أن "أرَأَيْتَ" إذا كانت بمعنى (أخبرْني) تعدت إلى مفعولين: أحدهما منصوب، والآخر جملة استفهامية في الغالب. تقول العرب: (أرأيت زيدًا ما صنع). وما جاء مما ظاهره خلاف ذلك أوِّل".
وقد تقدَّم تفصيل إعراب هذا الأسلوب تفصيلًا عند الكلام على الآية [الأنعام/ 40]. ويأتي الكلام على موضعنا هذا.
* وجملة: "أَفَرَأيت" معطوفة على قوله: "فيَقُولُوْا"، وما بينهما اعتراض كما تقدَّم.
إِن متعناهم سنينَ:
إِن: حرف شرط جازم. متعناهم: فعل ماض في محل جزم، وهو فعل الشرط. ونَا: في محل رفع فاعل. والهاء: في محل نصب مفعول به. والميم: للجمع. سنينَ: ظرف زمان منصوب لـ "متَّعنَاهُم". وعلامة نصبه الياء، إلحاقا بجمع المذكر السالم.