وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الكاذبين:
في إعرابه الوجهان المعروفان:
الأول: إِن: مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المقدر.
نَظُنُّكَ: مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره (نحن). والكاف: في محل نصب مفعول أول. واللام: هي الفارقة بين "إِن" المخففة من الثقيلة و"إِنْ" النافية.
مِنَ الكاذبين: جارّ ومجرور، وعلامة جرّه الياء، وهو متعلّق بمحذوف مفعول ثان لـ "نَظُنُّ".
* في وجملة: "نَّظُنُّكَ لَمِنَ الكاذبين" في محل رفع خبر "إِن" المخففة.
وهو مذهب البصريين.
الثاني: إِن: نافية. نَظُنُّكَ: فعل ناسخ ومفعول أول. واللام: بمعنى (إلا).
مِنَ الكاذبين: متعلّق بمحذوف مفعول ثان لـ "يَظُنّ"، وهو مذهب الكوفيين.
وانظر تفصيل إعراب المسألة في مواضع أخرى منها [سورة البقرة/ 143].
وقال الزمخشري: "فإن قلتَ: "إِن" المخففة من الثقيلة ولامها كيف تفرَّقتا على فعل الظَّن وثاني مفعوليه؟ قلتُ: أصلهما أن يتفرقا على المبتدأ والخبر كقولك: إن زيدٌ لمنطلق. فلما كان البابان، أعني باب (كان) وباب (ظن) من جنس باب المبتدأ والخبر، فعل ذلك في البابين فقيل: إن كان زيد لمنطلقًا، وإن ظننتُه لمنطلقًا.
وفي دخول الواو ما بين الجملتين "إِنَّمَا أَنت مِنَ المسحرينَ" و"وَمَا أَنتَ إِلَّا بشرٌ ... " قال الزمخشري: "إذا دَخَلت الواو فقد قُصِدَ معنيان، كلاهما مخالف للرسالة عندهم: التَّسْحير والبشرية، وأن الرسول لا يجوز أن يكون مسحَّرًا ولا بشرًا. وإذا تركت الواو فلم يُقْصد إلا معنى واحد، وهو كونه مسحَّرًا، ثم إقرار بكونه بشرًا".