أحدهما: أن يكون تقديره: (إلا حالةَ من أتى الله بقلب سليم). ومثاله عنده أن يقال: (هل لزيد مالٌ وبنون؟ فيقال: ماله وبنوه سلامةُ قلبه)، نفى المالَ والبنين عنه وأثبت سلامة قلبه بدلًا من ذلك.

والثاني: إن شئت حملت الكلام على المعنى، وجعلت المال والبنين في معنى الغنى. كأنه قيل: يوم لا ينفع غنى إلا من أتى الله .. ؛ لأن غنى الرجل في دينه بسلامة قلبه، كما أن غناه في دنياه بماله وعياله.

أَتَى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر، وفاعله مستتر تقديره (هو). وقال الجمل: "الماضي بمعنى المضارع". اللَّهَ: الاسم الجليل مفعول منصوب. بقلب: جارّ ومجرور، وهو متعلق بـ "أَتَى" أو بمحذوف حال من ضمير الفاعل المقدّر، أي: ملتبسًا بقلب. سليم: نعت مجرور.

*وجملة: "أَتَى اللَّهَ ... " صلة "مَنْ" لا محل لها من الإعراب.

{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90)} (?)

الواو: للعطف. أُزْلِفَتِ: فعل ماض. والتاء: للتأنيث. الْجَنَّةُ: نائب عن الفاعل مرفوع. لِلْمُتَّقِينَ: جارّ ومجرور، وعلامة الجرّ الياء. وهو متعلق بـ "أُزْلِفَتِ".

وقال أبو السعود: "هو معطوف على "لَا يَنْفَعُ". وصيغة الماضي فيه وفي ما بعده من الجمل المنتظمة في سلك العطف؛ للدلالة على تحقق الوقوع وتقريره، كما أن صيغة المضارع في المعطوف عليه للدلالة على استمرار النفع ودوامه".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015