لا يصح أن يكون من كلام الله؛ إذ يصير التقدير: (ولا تخزني يوم لا ينفع مال ولا بنون) من كلام الله".

وقال أبو السعود: "جيء به تأكيدًا للتهويل، وتمهيدًا لما يعقبه من الاستثناء".

{إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} (?)

إلَّا: أداة استثناء. والاستثناء يجوز فيه الانقطاع والاتصال والتفريغ. وعليه تتعدد الأقوال في إعراب ما بعده.

مَن: موصول في محل نصب أو رفع، وفيه الأوجه الآتية:

الأول: هو في محل نصب على الاستثناء المنقطع و"إِلا" بمعنى: (لكن).

والتقدير: لكن مَنْ أتى اللهَ بقلبٍ سليم فإنه ينفعه ذلك، أو: لكن سلامة قلبه تنفعه.

وقال الزمخشري: "ولا بد لك مع ذلك من تقدير مضاف، وهو الحال المراد بها السلامة، وليست من جنس المال والبنين حتى يؤول المعنى إلى أن البنين والمال لا ينفعه، وإنما ينفع سلامة القلب، ولو لم يُقَدَّر مضافٌ لم يتحصل للاستثناء معنى". وعلى هذا الوجه يكون التقدير: (إلا حالَ مَنْ أَتَى) كأنه قيل: (إلا سلامة قلب مَنْ أتى ... ). وقيل: المضاف المحذوف ما دلَّ عليه المال والبنون من الغني، كأنه قيل: (إلا غنى من أتى الله ... ). واعترضه أبو حيان فقال: "لا حاجة إلى تقدير المضاف المذكور". غير أن السمين رَدَّ اعتراض أبي حيان فقال: "إنما قُدِّر المضاف ليُتوهَّم دخول المستثنى في المستثنى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015