النون. والواو: في محلّ رفع نائب عن الفاعل. والضمير: يجوز أن يعود إلى العباد كافة.
قال الشهاب: "لأنه من المعلوم؛ فلا يرد كيف يعود على مَنْ لم يسبق له ذكر"، أو هو عائد على الضالين، قال الشهاب: "فهو من تتمة الدعاء لأبيه، أي: لا تخزني يوم يُبْعَثُ الضالّون وأبي فيهم". والراجح هو الوجه الأول عند أبي السعود؛ قال: "وتخصيصه بالضالين مما يُخِلُّ بتهويل اليوم".
* وجملة: "وَلَا تُخْزِنِي ... " في محل نصب داخلة في حَيِّز القول.
{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88)} 1)
يَوْمَ: بدل منصوب من "يَوْمَ" الذي قبله. لَا: نافية مهملة. يَنْفَعُ: مضارع مرفوع. مَالٌ: فاعل مرفوع. وَلَا: الواو: للعطف. "لَا": نافية مهملة.
بَنُونَ: معطوف على الفاعل المرفوع، وعلامة رفعه (الواو) إلحاقًا بجمع المذكر السالم.
* وجملة: "يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ ... " في محل جر بالإضافة.
وقدر أبو السعود مفعولًا محذوفًا: أحدًا. قال: وهو من أعم المفاعيل. وجعل بعضهم مفعوله هو "مَنْ أَتَى اللَّهَ ... " في الآية اللاحقة ويأتي بيان ذلك.
وذهب ابن عطية إلى أن هذا القول منقطع من كلام إبراهيم عليه السلام، وأنه إخبار من الله تعالى متعلّق بصفة يوم القيامة.
غير أن أبا حيان ردَّ هذا القول بأنه لا يستقيم مع إعراب "يَوْمَ" بدلًا. قال أبو حيان: "وعلى هذا [أي: على إعرابه بدلًا] لا يتأتى ما ذكره [يعني ابن عطية] من تفكيك الكلام، وجَعْلُ بعضِه من كلام إبراهيم، وبعضِه من كلام الله؛ لأن العامل في البدل على مذهب الجمهور فعل آخر من لفظ الأول، أو الأول، وعلى كلا التقديرين