وعلَّق أبو حيان على الآيات المتقدّمة فقال (?): "لمّا كان الخلق لا يمكن أن يدعيه أحد لم يؤكد فيه بـ "هُوَ"، فلم يكن التركيب: (الذي هو خلقني). ولمّا كانت الهداية قد يمكن ادعاؤها، والإطعام والسقي كذلك، أكد بـ "هُوَ": "فَهُوَ يَهْدِينِ"، "وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي ... ". ولما كان الشفاء قد يُعزى إلى الطبيب أو الدواء على سبيل المجاز أكد بقوله: "فَهُوَ يَشْفِينِ".

وقال الزمخشري: وإنما قال: "مَرِضْتُ" ولم يقل (أمرضني)، لأن كثيرًا من المرض يحدث بتفريط الإنسان في مطاعمه ومشاربه. كما أنه جاء في سياق تعداد نِعَمِ الله".

- وجميع الآيات المتقدمة داخلة في حيِّز القول من قوله تعالى: "قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ... " [الآية/ 75] فهو في محل نصب.

{رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)}

رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا:

رَبِّ: منادى منصوب، وعلامة نصبه كسرة مقدّرة على ما قبل ياء النفس المحذوفة. وحرف النداء مقدّر. هَبْ: فعل دعاء جاء في صورة الأمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره (أنت). لِي: اللام: للجرّ، والياء: في محل جرّ به. وهو في محل نصب مفعول ثان مقدّم. حُكْمًا: مفعول أول مؤخّر منصوب.

وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ:

الواو: للعطف. أَلْحِقْنِي: فعل دعاء جاء في صورة الأمر. وفاعله مستتر تقديره (أنت). والنون: للوقاية، وياء النفس: في محل نصب مفعول به.

بِالصَّالِحِينَ: جار ومجرور، وعلامة الجرّ الياء. وهو متعلّق بـ "أَلْحِقْنِي".

* وجملة: "رَبِّ هَبْ لِي ... " وما عطف عليها داخل في حيِّز مقول القول؛ فهو في محل نصب. وفي الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015