{فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)}
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي:
الفاء: للسببية. جاء في حاشية الجمل أنها "تفيد أن ما بعدها، وهو العداوة، سبب لطلب الإخبار عن حالهم" فهذه الفاء بمعنى اللام، أي: أَخْبِروني عن حالها؛ لأنهم عدوّ لي"، كما صرَّح بذلك الرَّضي في قوله: "فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ" [الحجر/ 34]. إِنَّهُمْ: حرف ناسخ مؤكد. والضمير: في محل نصب، اسمه.
عَدُوٌّ: خبر "إِنَّ" مرفوع. لِي: اللام: للجرّ. وياء النفس: في محل جر به.
وهو متعلق بـ "عَدُوٌّ".
وإفراد "عَدُوٌّ" وتذكيره هو اللغة الغالبة، تشبيها له بالمصادر نحو: الوَلوع والقَبول. قاله السمين. وقيل: هو على النسب؛ أي: ذو عداوة. وقيل: الكلام على تقدير محذوف؛ لأن الأصنام لا تعادى؛ لأنها جماد. فتقدير الكلام: إن عُبَّادهم عدوٌّ لي. وقيل: في الكلام قلب، وتقديره: فإني عدوٌّ لهم. قال السمين: "وهذان مرجوحان؛ لاستقامة الكلام بدونهما".
إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ:
إِلَّا: أداة استثناء. رَبَّ: منصوب على الاستثناء وجوبًا. الْعَالَمِينَ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء، إلحاقًا بجمع المذكر السالم.
وفي الاستثناء قولان:
أحدهما: أنه استثناء منقطع ليس من جنس الأول، فـ "إِلَّا" على معنى (دون) أو (سوى) أو (لكن). وتقديره عند الفراء: "كل آلهة لكم عدو فلا