أعبدها إلا رب العالمين فإني أعبده". وقيل: في الكلام تقديم وتأخير: أي: أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون إلا رب العالمين فإنهم عدوٌّ لي". وردَّه أبو حيان فقال: "ولا حاجة إلى هذا التقدير لصحة أن يكون مستثنى من قوله: فإنهم عدوٌّ لي". وهو الوجه الراجح عند أكثر المعربين.
الثاني: أنه استثناء متّصل، لجواز أن يكونوا عبدوا مع الله الأصنام وغيرها.
وعلى ذلك فهو استثناء من الضمير في "إِنَّهُمْ". وقد أجازه الزجاج.
والمستثنى على الوجهين واجب النصب كما تقدَّم.
* وجملة: "فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي ... " تعليل لطلب الإخبار عن حالهم مع ما يعبدون، فلا محل لها من الإعراب، كما سبق بيانه.
{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78)} (?)
الَّذِي: في محله من الإعراب النصب والرفع. وبيانه فيما يأتي:
1 - النصب: على أنه نعت لـ "رَبَّ الْعَالَمِينَ"، أو بدل منه أو عطف بيان له، أو بفعل مضمر تقديره: أمدح أو أعني.
2 - الرفع: على أنه خبر مبتدأ مقدَّر، أي: هو الذي خلقني. أو على أنه مبتدأ، وخبره جملة "فَهُوَ يَهْدِينِ". وإلى هذا ذهب الحوفي، وعلَّل لذلك بما تضمنه المبتدأ من معنى الشرط. وضعَّفه أبو حيان والسمين؛ إذ إنَّ الموصول "الَّذِي" معيّن وليس عامًا، كما أن الفعل في جملة الصلة ماض، فهو لا يشبه الشرط لعدم إفادته التجدد، فليس نظير (الذي يأتيني