الثاني: أن "مَا" يُسْأَلُ بها عن مجهول الأشياء كما يستفهم عن الأجناس. قاله مكي، وإليه ذهب الشهاب وأبو السعود والجمل، وعبارة الهمداني: أي: أيُّ شيء هو؟ على معنى: أيُّ جنس؟
الثالث: قيل: هو جهل من فرعون فأتى بـ "مَا" في مكان (مَن). قال السمين: "وليس بشيء".
الرابع: أنه سؤال عن الصفات. وقال السمين أيضًا: "وليس بشيء؛ لأن أهل البيان نصُّوا على أنه يطلب بها الماهيات". وقال أبو حيان: "الذي يليق بحال فرعون ويدل عليه الكلام؛ كون سؤاله إنكارًا لأن يكون للعالمين ربٌّ سواه".
* وجملة: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} في محل نصب مقول القول.
* وجملة: "قَالَ فِرْعَوْنُ ... " استئنافية، وهي جواب سؤال مقدّر، فلا محل لها من الإعراب.
{قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)} (?)
{قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا}:
قَالَ: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره (هو) عائد إلى موسى عليه السلام. رَبُّ: خبر مرفوع عن مبتدأ مضمر تقديره (هو). السَّمَاوَاتِ: مضاف إليه مجرور. وَالْأَرْضِ: عاطف، ومعطوف على المجرور قبله.
{وَمَا بَيْنَهُمَا}: الواو: للعطف. {وَمَا بَيْنَهُمَا}: مَا: موصول في محل جر عطفًا على ما قبله. بَيْنَهُمَا: ظرف منصوب متعلّق باستقرار محذوف. وهو وما تعلّق به صلة "مَا" لا محل له من الإعراب. والضمير: في محل جرّ بالإضافة. وهو عائد على الجمعين باعتبار الجنسين أو الصنفين.