الثاني: أنه مقول قول محذوف في محل نصب، وإليه ذهب ابن عطية ولم يمنعه الشهاب. " وجاء بالياء التحتية؛ لأنهم غيب وقت الخطاب" قاله الشوكاني. والقول المقدَّر والمقول في محل نصب على الحال.
الثالث: ذهب الزمخشري إلى أن الجملة حال من الضمير المستتر في "الظَّالِمِينَ"، وتقديره: يظلمون غير متّقين الله وعقابه، وأدخلت همزة الإنكار على الحال.
وقد اعترضه أبو حيان فقال: "وهذا الاحتمال خطأ فاحش، وردَّه من وجهين:
الأول: أنه يلزم منه الفصل بين الحال وعامله [يعني "الظَّالِمِينَ"] بأجنبيٍّ منهما، فإنه أعرب {قَوْمَ فِرْعَوْنَ} عطف بيان من {الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
الثاني: أنه على تقدير تسليم ذلك لا يجوز أيضًا؛ لأن ما بعد الهمزة لا يعمل فيه ما قبلها". وذكر الشهاب التماس وجه له فقال: "إلا أنه أشير إلى دفعه في (الكشف) وغيره بأنه غير أجنبي، وأن مثله غير بعيد لتوسعهم في الهمزة".
{قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12)} (?)
قَالَ: فعل ماض، وفاعله ضمير ممستتر تقديره (هو) عائد على موسى عليه السلام. رَبِّ: منادى منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدّرة، مَنَعَ من ظهورها حركة المناسبة. وياء النفس: حذفت تخفيفًاآ كتفاء بكسر ما قبلها، وهي في محل جر مضاف إليه. إِنِّي: حرف ناسخ مؤكد. وياء النفس: في محل نصب اسم (إِن).
أخَافُ: مضارع مرفوع، وفاعله مستتر تقديره (أنا). أَن: حرف مصدري ناصب. وجوّز البقاعي أن تكون "أَن" مخففة من الثقيلة لوقوعها بعد "أَخَافُ"، وهي بمعنى (أعلم) أو (أظن) فقد استوفى ما اشترطه النحاة. وفيه إشكال من جهة إعراب "يُكَذِّبُونِ". يُكَذِّبُونِ: مضارع منصوب، أصله (يكذبونني) بنونين: علامة