أَلَا يَتَّقُونَ:
أَلَا: فيها وجهان:
الأول: أنها (لا) النافية دخلت عليها الهمزة للاستفهام الإنكاري. وإليه ذهب الزمخشري وجماعة. وذهب قومٌ إلى أن "أَلَا" للعرض المضمن الحض على التقوى، وقيل: إنها للتنبيه، ورده أبو حيان وقال: "لا يصح".
الثاني: مَنْ ذهب إلى أنه مركب من همزة الاستفهام ولا النافية قال: إن "المقصود هنا التعجب، أي: تعجب يا موسى من عدم تقواهم". قال الجمل: "ولا يصح أن تكون للاستفهام الإنكاري قصدًا؛ لأنه [أي: الاستفهام الإنكاري] للنفي، ومدخولها هنا نفي. ونفي النفي إثبات، فينحلُّ المعنى إلى أنهم اتقوا الله، وهو فاسد".
يَتَّقُونَ: في إعرابه وجهان:
الأول: هو فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون. والواو: في محل رفع فاعل.
الثاني: أن "أَلَا" كلمة واحدة. و"يَتَّقُونَ": أصلها (يا اتقون)؛ فهي مؤلفة من (يا) التي هي للنداء، وسقطت ألفها لالتقاء الساكنين. وحذف المنادى كما في قوله تعالى: {أَلَّا يَسْجُدُوا} [النمل/ 25]. ورسمه بإسقاط الألف مخالف للقياس. واتقون: فعل أمر مبني على حذف النون. والواو: في محل رفع فاعل. والنون: للوقاية. والمفعول محذوف، وهو ياء النفس المقدّرة، والمعنى: ألا يا هؤلاء (أو يا ناس) اتقوني. أو أن يا: أداة تنبيه، واتقون: فعل أمر على الإعراب المتقدّم.
* وجملة: {أَلَا يَتَّقُونَ} في محلها من الإعراب ثلاثة أوجه:
الأول: أنه استئناف مسوق للإنذار والتعجيب من غلوهم في الظلم، فلا محل له من الإعراب.