على مجزوم الجزاء بـ (فَعَل)؛ لأن الجزاء يصلح في موضع (فَعَل) يفعلُ، وفي موضع (يفعلُ) فَعَل. وكذلك جواب الجزاء يلقى (يَفعلُ) بـ (فَعَل)، و (فَعَل) بـ (يفعلُ). وعلى ترجيح هذا الرأي أكثر المعربين، ولم يرتض الهمداني غيره.
الثاني: أن الفاء للاستئناف، فالفعل مؤول بـ (تظلُّ)، فهو في محل رفع. قال الشهاب: "إن نظر إلى زمان الحكم كان الجواب مستقبلًا، فيُؤَوَّل "ظَلَّتْ" بـ (تَظَلّ). وإن نظر إلى زمان الحكاية، يؤول "نُنَزِّلْ" بـ (أنزلنا) كما قرئ به ... لأنه وإن كان مستقبلًا حقيقة، إلا أن المعتبر زمان الحكم لا التكلم على المشهور".
* وجملة: "إِنْ نَشَأ نُنَزِّلْ ... " "استئناف مسوق لتعليل ما يفهم من الكلام من النهي عن التحسر المذكور ببيان أن إيمانهم ليس مما تعلقت به مشيئته تعالى؛ فلا وجه للطمع فيه والتألم من فواته". قاله أبو السعود.
{وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5)} (?)
وَمَا يَأتِيهِم: الواو: للاستئناف. ومَا: نافية. يَأتيهِم: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدّرة للثقل. والضمير: في محل نصب مفعول به. من ذِكْرٍ: من: حرف مزيد لتأكيد العموم. ذكر: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدّرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. مِنَ الرَّحمَنِ: جار ومجرور و"من" لابتداء الغاية المجازية. وهو متعلق إما بـ "يَأْتِي"، وإما بمحذوف هو صفة لـ "ذكرٍ".
إلا: أداة حصر لا عمل لها. كَانُوا: فعل ماض ناسخ. والواو: في محل رفع اسمه. عَنهُ: جارّ، والهاء: في محل جرّ به، وهو متعلق بـ "مُعرِضينَ".