مَا يَعبَأُ بِكُم رَبِّي: في إعرابه وجهان:
الأول: مَا: نافية. يَعبأُ: مضارع مرفوع. بِكُم: الباء: للجرّ. والضمير في محل جرّ به. وهو على تقدير مضاف محذوف. واختلف التقدير بحسب التأويل مع لفظ الدعاء، ومنه: بخلقكم لولا توحيدكم، أو بعذابكم لولا دعاؤكم معه آلهة أخرى. رَبِّى: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمّة مقدّرة قبل ياء النفس. والياء: في محل جر بالإضافة.
الثاني: مَا: اسم استفهام على معنى النفي في محل نصب على معنى: أيَّ عبءٍ يعبأ بكم ربي، أو ما يصنع بكم رَبّي، وسائر الإعراب على ما تقدَّم. وإلى هذا ذهب الزجاج ورجحه الزمخشري. وضعَّفه السمين فقال: "ولا حاجة إلى التجوّز في شيء يصح أن يكون حقيقة بنفسه".
لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ: لَولَا: حرف شرط يفيد امتناع الجواب لوجود الشرط.
دُعَاؤُكُمْ: مبتدأ مرفوع. والضمير: في محل جر بالإضافة. والخبر مضمر تقديره: حاصل أو ثابت. وجواب الشرط محذوف لدلالة الكلام عليه، وتقديره: لولا دعاؤكم حاصل لهلكتم أو ما عني بكم ولا اكترث. واختلف في "دُعَاؤُكُمْ" أهو مصدر مضاف لفاعله فيكون المعنى: لولا تضرعكم أو توحيدكم أم هو مضاف إلى مفعوله على معنى: لولا دعاؤه إياكم إلى الهدى والإسلام.
فَقَد كَذَّبتُم:
الفاء: فصيحة عاطفة على محذوف في جواب شرط مقدّر، والمعنى: إذا علمتم ذلك ومَنَعْتم الدعاء فقد كَذَّبتم. قَدْ: للتحقيق. كذبتم: فعل ماض، والضمير في محل رفع فاعل. والمفعول محذوف، تقديره: كذبتم حكمي وما جاءكم من الهدى.