والضمير في "عَلَيْهِ" عائد على تبليغ الرسالة المستفاد من "أَرْسَلْنَاكَ"، أو على القرآن، أو التبشير والإنذار. مِنْ: حرف جر زائد. أَجْرٍ: مفعول ثان منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدّرة مَنَعَ من ظهورها اشتغالُ محلها بحركة حرف الجر الزائد.
إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (?):
إِلَّا: أداة استثناء. مَن: موصول في محل نصب على الاستثناء، أو هو على تقدير مضاف محذوف، والمعنى: إلَّا أجر من شاء ... على الخلاف في نوع الاستثناء. شَاءَ: فعل ماض. وفاعله مستتر تقديره (هو)، وهو الضمير العائد.
أَن: حرف مصدري ناصب. يَتَّخِذَ: مضارع منصوب، وفاعله ضمير مستتر تقديره (هو). إِلَى رَبِّهِ: جار ومجرور، والهاء: في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور في محل نصب مفعول ثان مقدَّم للاتخاذ.
سَبِيلًا: مفعول أول مؤخر للاتخاذ، منصوب.
- والمصدر المؤول "أَنْ يَتَّخِذَ" في محل نصب مفعول "شَاءَ".
وفي الاستثناء قولان:
الأول: أنه استثناء متّصل، أي: من جنس الكلام السابق عليه. والمعنى: إلَّا فِعْل مَنْ شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلًا، أي: بالزلفى والتقرُّب إليه. قال الزمخشري: "واستثناؤه من الأجر كقولِ ذي شفقة عليك، قد سعى لك في تحصيل مال: ما أطلب منك ثوابًا على ما سعيت إلَّا أن تحفظ هذا المال ولا تضيعه. فليس حفظك المال لنفسك من جنس الثواب، ولكن صوّره في صورة الثواب وسمّاه باسمه". وفسَّره الشهاب بأنه من تأكيد المدح بما يشبه الذم ثم أورد كلام الزمخشري مفصلًا. أما