مَنْ ليأكل الطعام. وهذا خطأ بيِّن؛ لأن "مَنْ" صلتها "عَنْ سَبِيلِهِ"؛ فلا يجوز حذف الموصول وتبقية الصلة".
القول الثالث: وإليه ذهب ابن الأنباري والعكبري وهو أن الجملة في محل نصب حال، استثناء من أعم الأحوال. و (واو) الحال مقدَّرة معه. وتأويله: إلَّا وإنهم ليأكلون الطعام. وكسرت همزة "إِنَّ" لوقوعها في صدر جملة الحال ولوجود اللام. قال النحاس: "إذا دخلت اللام لم يكن في "إِنَّ" إلَّا الكسر، ولو لم تكن اللام ما جاز أيضًا إلَّا الكسر؛ لأنَّها مستأنفة. وهذا قول جميع النحويين إلَّا أن علي بن سليمان حكى لنا عن محمد بن يزيد أنه قال: يجوز الفتح في "إِنَّ" هذه، وإن كان بعدها اللام، وأحسبه وهمًا منه". وعلى هذا الوجه يكون صاحب الحال هو المفعول المحذوف (أحدًا).
وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ:
وَيَمْشُونَ: الواو: عاطفة. يَمْشُونَ: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون. والواو: في محل رفع فاعل. فِي الْأَسْوَاقِ: جار ومجرور، وهو متعلق بـ "يَمْشُونَ".
* والجملة معطوفة على سابقتها، فمحلها من الإعراب محل ما عطفت عليه.
وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً:
وَجَعَلْنَا: الواو: للاستئناف. جَعَلْنَا: فعل ماض. ونَا: في محل رفع فاعل. بَعْضَكُمْ: مفعول به أول منصوب. والكاف: في محل جر بالإضافة.
لِبَعْضٍ: جار ومجرور، وهو متعلق بـ "فِتنَةً". فِتنَةً: مفعول ثان منصوب.
* والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب، وهي مقررة ومؤكدة لما تقدمها من تدافع أهل الإيمان وأهل الكفر. قال ابن عطية: "هو عام للمؤمن والكافر، فالصحيح فتنة للمريض، والغنى فتنة للفقير، والفقير الشاكر فتنة للغني، والرسول المخصوص بكرامة النبوة فتنة لأشراف الناس الكفار في عصره ... ".