متعلّق بمحذوف حال، أو هو متعلّق بـ "أَرْسَلْنَا". والمفعول محذوف، وتقديره: وما أرسلنا قبلك أحدًا من المرسلين، وفي تقديره قول آخر يأتي ذكره.

مِنَ الْمُرسَلِينَ: جار ومجرور، وعلامة الجر الياء. وهو متعلق بمحذوف نعت للمفعول المحذوف، فقام مقامه.

إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ: إلَّا: أداة حصر.

إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ: إعرابه إعراب مفردات على الوجه الآتي:

إِنَّ: حرف ناسخ مؤكِّد. والهاء: في محل نصب اسم "إِنَّ".

لَيَأْكُلُونَ: اللام: مزحلقة. يَأْكُلُونَ: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون. والواو: في محل رفع فاعل. الطَّعَامَ: مفعول به منصوب.

* وجملة: "يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ" في محل رفع خبر "إِنَّ".

وفي الجملة أكثر من إشكال يثيره كسرة همزة "إِنَّ" بعد "لَيَأْكُلُونَ" مع دخول اللام المزحلقة على الخبر، ومحل الجملة الواقعة بعد "لَيَأْكُلُونَ" من الإعراب.

وفيما يأتي جرد لأقوال النحاة في ذلك:

القول الأول: وإليه ذهب الفراء، وهو أن تقدير الكلام: إلَّا مَن إنهم ليأكلون الطعام. فالجملة لا محل لها من الإعراب؛ لأنَّها صلة لموصول محذوف هو المفعول بـ "أَرْسَلْنَا". وما بعدها عائد على معنى "مَنْ" المقدرة، واكتفى بذكر "مِنَ الْمُرْسِلِينَ" منه.

القول الثاني: للزجاج، وهو أن تأويل الكلام: ما أرسلنا رسلًا إلَّا هم يأكلون الطعام وإلا إنهم ليأكلون الطعام، وحذفت (رسلًا)، لأن "مِنْ" في قوله "مِنَ الْمُرْسِلِينَ" دليل على ما حذف. وعلى هذا تكون الجملة في محل نصب صفة للمفعول المحذوف، وتبعه الزمخشري وجعله صفة ثانية. غير أن من النحاة من قدره: إلَّا رسلًا، إنهم ليأكلون. لعدم إجازته الفصل بين الصفة والموصوف بـ "لَيَأْكُلُونَ". ورد الزجاج قول الفراء ولم يسمِّه، فقال: "وزعم بعضهم أن "مَنْ" بعد "لَيَأْكُلُونَ" محذوفة، كأن المعنى عنده: إلَّا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015