وقال أبو حيان: "كون "قَدْ" إذا دخلت على المضارع أفادت التكثير هو قول لبعض النحاة، وليس بصحيح .. وإنما التكثير مفهوم من السياق. والصحيح أن "رب" للتقليل للشيء، أو لتقليل نظيره. وإن فهم تكثير فمن السياق لا منها".

وقال الشهاب: "قيل: يجوز أن يكون أدخل "قَدْ" على المضارع، ليزيد أهل الحق تحقيقًا، ويفتح لأهل الريب إلى الاحتمال طريقًا؛ فإنه يكفي للخوف من النكال خوف الإهمال. ولا يخفى أنه تكلفُ ما لا يدلُّ عليه اللفظ، فإنها إما للتحقيق أو للتكثير، وهو إما حقيقة أو استعارة ضدية، أو للتعليل، والمراد تقليل ما هم عليه بالنسبة لمعلوماته". وقال القرطبي: ""يَعْلَمُ" بمعنى "علم"".

مَا: موصول في محل نصب مفعول به لـ "يَعْلَمُ". أَنْتُمْ: في محل رفع مبتدأ. عَلَيْهِ: جار، والهاء: في محل جر به. وهو متعلق بمحذوف خبر عن "أَنتُمْ".

* والجملة "أَنْتُمْ عَلَيْهِ" صلة لا محل لها من الإعراب.

وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ:

الواو: للعطف. يَوْمَ: فيه قولان:

الأول: أنه منصوب معطوف على المفعول به "مَا"؛ أي: يعلم ما أنتم عليه ويوم رجوع الخلق إليه.

الثاني: أنه منصوب على الظرفية، وهو معطوف على مقدر، أي: يعلم ما أنتم تثبتون عليه الآن ويوم يرجعون إليه.

وأجاز ابن عطية تقديره بقوله: "والعلم الظاهر لكم ونحو هذا يوم يرجعون .. ويجوز أن يكون منصوبًا بفعل مقدر كما جاء عند الزمخشري، والمعنى: وسينبئهم يوم يرجعون إليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015