وقال أبو السعود: "المراد بـ {الَّذِينَ آمَنُوا} كل من اتَّصف بالإيمان بعد الكفر على الإطلاق من أي طائفة كان وفي أي وقت كان، لا مَنْ آمن من طائفة المنافقين فقط، ولا من آمن بعد نزول الآية الكريمة فحسب، ضرورة عموم الوعد الكريم للكل كافة؛ فالخطاب في {مِنْكُمْ} لعامة الكفرة لا للمنافقين خاصة، و"مِنْ" تبعيضية". {وَعَمِلُوا}: الواو: للعطف. عملوا: فعل ماض، والواو: في محل رفع فاعل. {الصَّالِحَاتِ}: منصوب، وعلامة نصبه الكسرة مفعولًا به، أو نعتًا لمحذوف أقيم مقامه.
* وجملة {آمَنُوا ... } وما عطف عليها داخل في حيز صلة الموصول، فلا محل له من الإعراب.
* وجملة {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ... } استئناف مقرر لما في قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}، فلا محل لها من الإعراب.
{لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}:
اللام: واقعة في جواب قسم. وفي القسم قولان:
أحدهما: أنه مقدر؛ أي أقسم ليستخلفنهم.
والثاني: أن "وَعَدَ" مضمن معنى "أقسم" لتحققه، فهو في حكم المصرح به.
{يَسْتَخْلِفَنَّهُمْ}: مضارع مبني على الفتح في محل رفع. والنون: حرف توكيد. والفاعل مستتر. {فِي الْأَرْضِ}: جار ومجرور متعلق بالفعل قبله. {كَمَا}: الكاف: نعت لمصدر محذوف مؤكد للفعل بعد تأكيده بالقسم فمحله النصب. مَا: حرف مصدري.
{اسْتَخْلَفَ}: فعل ماض. والفاعل: مستتر. و"مَا والفعل" مصدر مؤول في محل جر بالإضافة. والتقدير: استخلافًا مثل استخلاف الذين من قبلهم.
{الَّذِينَ}: موصول مبني في محل نصب مفعول به.
{مِنْ قَبْلِهِمْ}: جار ومجرور. والهاء: في محل جر بالإضافة.
- و {مِنْ قَبْلِهِمْ} واقع في حيز الصلة متعلق باستقرار محذوف لا محل له من الإعراب.