النبي -صلى الله عليه وسلم- بطريق الأولى، ويجوز أن تكون للعهد الذكري فيكون المعنيُّ به محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أصلًا. إِلَّا: أداة حصر. {الْبَلَاغُ}: مبتدأ مؤخر مرفوع. {الْمُبِينُ}: نعت مرفوع.
* والجملة اعتراض تذييلي مقرر لما تقدّم من أن عقاب الإعراض وفائدة الإطاعة مقصور عليهم، فلا محل لها من الإعراب.
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)} (?)
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}:
{وَعَدَ}: فعل ماض. قال ابن الأنباري: هو "في الأصل يتعدى إلى مفعولين، ويجوز الاقتصار على أحدهما. ولهذا اقتصر في هذه الآية. وفسَّر العدة بقوله: {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ} ". وقيل المفعول محذوف دل عليه القسم؛ أي: استخلافهم وتمكينهم. {اللَّهُ}: الاسم الجليل فاعل مرفوع. {الَّذِينَ}: موصول مبني في محل نصب مفعول به. {آمَنُوا}: فعل ماض. والواو: في محل رفع فاعل. {مِنْكُمْ}: جار، والكاف: في محل جر به وفي معنى "مِنْ" يجوز أن تكون تبعيضية أو بيانية.
قال الشهاب: "أمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمة دعوة، وهم من بعث إليهم مطلقًا، وأمة إجابة، وهم من آمن به، ويصح كل منهما هنا، سواء قلنا: الخطاب الشفاهي يخص الموجودين في زمنه أم لا". وقيل هي للتبعيض والمراد المهاجرون منهم.