{وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48)} (?)
{وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ}:
الواو: عاطفة. {إِذَا}: اسم شرط غير جازم في محل نصب على الظرفية الزمانية بجوابه على رأي أكثر النحاة. وخالف عن ذلك أبو حيان فقال: "وهذا أحسن الأدلة على منع أن يعمل في "إِذَا" الشرطية جوابها؛ لأن ما بعد "إِذَا" الفجائية لا يعمل فيما قبلها". قال السمين: "كذا ذكره الشيخ، وقد تقدَّمَ تحرير هذا، وجواب الجمهور عنه". وارجع إلى تفصيل المسألة في إعراب الآية 77 من سورة النساء.
{دُعُوا}: فعل ماض، والواو: في محل رفع نائب عن الفاعل. وهو عائد إلى ما يعود إليه "يَقُولُونَ". {إِلَى اللَّهِ}: جار ومجرور، متعلّق بـ {دُعُوا}. {وَرَسُولِهِ}: عاطف، ومعطوف مجرور. والهاء: في محل جر بالإضافة. {لِيَحْكُمَ}: اللام: للتعليل جارة. يَحْكُمَ: مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة جوازًا. والمصدر المؤول في محل جر باللام؛ أي دعوا لحكم الله ورسوله. والجار والمجرور متعلِّق بـ {دُعُوا}. والفاعل مستتر تقديره: (هو) عائد إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -. {بَيْنَهُمْ}: ظرف منصوب، والهاء: في محل جر بالإضافة. وهو متعلّق بـ "يَحْكُمَ".
وقد أفرد ضمير الفاعل وتقدُّمَه اسمان، فهو كقوله تعالى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} [التوبة: 62]، وقال أبو السعود: "الفاعل الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه المباشر حقيقة للحكم، وإن كان ذلك حكم الله حقيقة. وذكر الله لتفخيمه - صلى الله عليه وسلم -، والإيذان بجلالة محله عنده تعالى". وارجع إلى تفصيل نظيره في آية التوبة.
{إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ}:
إِذَا: للمفاجأة، والمعنى: فاجأ فريق منهم الإعراض عن المحاكمة إلى النبي