الثالث: أن المعنى لم يقارب رؤيتها. أي لم يرها إلا بعد الجهد وهو قول الفراء والمبرّد. قال الفراء: وهو وجه العربية.
الرابع: قال الزجاج: "لم يرها ولم يكد". ومثله قول الزمخشري: (لم يكد يراها) مبالغة في "لم يرها"؛ أي لم يقرب أن يراها فضلًا عن أن يراها"، وإلى ذلك ذهب الفارسي.
وإذا شئت تفصيل القول فارجع إلى ثبت المصادر في إعراب الآية 71 من سورة البقرة.
وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (?):
الواو: للاستئناف. مَن: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. لَمْ: حرف نفي وجزم وقلب. يَجْعَلِ: مضارع مجزوم بـ "لَمْ" في محل جزم بـ "مَن". وهو فعل الشرط، اللَّهُ: الاسم الجليل: فاعل مرفوع. لَهُ: اللام للجر. والهاء: في محل جر به. وهو متعلق بـ "يجعَلِ" على تفسير الجعل بالخلق. نُورًا: مفعول به منصوب، أما على معنى التصيير فيكون "لَهُ" مفعولًا ثانيًا مقدّمًا، و"نُورًا" مفعولًا أول مؤخرًا.
فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ: الفاء: واقعة في جواب الشرط. مَا: نافية.
لَهُ: اللام: للجر، والهاء: في محل جر به. وهو متعلق بمحذوف خبر مقدّم.
مِن: حرف جر زائد. نُورٍ: مبتدأ مؤخّر، مرفوع، وعلامة رفعه ضمّة مقدَّرة منع من ظهورها اشتغال محلها بحركة حرف الجرّ الزائد. وقال الشهاب: "تنوين "نُورًا" الثانية للتقليل؛ أي: لا شيء له من نور".
* والجملة تذييل جيء به لتقرير المقصود من التمثيل؛ فلا محل له من الإعراب.