إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا: إِن: شرطية جازمة. أَرَدْنَ: فعل ماض في محل جزم، وهو فعل الشرط. والنون: في محل رفع فاعل. تَحَصُّنًا: مفعول به منصوب.

- وجواب الشرط مقدر يفسره النهي "وَلَا تُكرِهُوا ... ". وفي تعليق النهي عن الإكراه بإرادة التحصن، أقوال:

أحدها: أن تكون مريدة له؛ فلا يتصوّر الإكراه مع الإرادة، وأبى هذا التفسير أبو السعود.

الثاني: أنه شرط ملغى، أي هو شرط في الظاهر وليس بشرط، فهو كقوله: "إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا"، وقد سبق بيانه، وهو قول الكرماني. وقال ابن عيسى جاء بصيغة الشرط لتفحيش الإكراه على ذلك.

الثالث: أن الشرط جاء لأنها نزلت على سبب فوضع النهىِ على تلك الصفة.

الرابع: ينسب إلى الزجاج وحسين بن فضل أن في الكلام تقديمًا وتأخيرًا، وقوله: "إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا" شرط لقوله: "وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ ... ". وهو وجه ضعيف. قال أبو حيان: وفيه بُعد وفصل كبير. وأيضًا فـ "الْأَيَامَى" يشمل الذكور والإناث، فكان لو أريد هذا المعنى لكان التركيب (إن أرادوا تحصُّنًا).

الخامس: أن "إِن" بمعنى (إِذْ)، وجعلوا منه قوله تعالى: "وَأَنتم الأَعلَونَ إِن كُنْتُم مُؤمِنِينَ" [آل عمران/ 139]، وليس بالوجه.

لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا: اللام: تعليلية جارة. تَبْتَغُوا: مضارع منصوب بـ (أَن) مضمرة جوازًا، وعلامة نصبه حذف النون. والواو: في محل رفع فاعل.

عَرَضَ: مفعول به منصوب. الْحَيَاةِ: مضاف إليه مجرور. الدُّنْيَا: نعت مجرور، وعلامة جره كسرة مقدّرة للتعذُّر.

- والمصدر المؤول (أَن تبتغوا) في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بـ "لَا تُكْرِهُوا". وليس هذا يعني جواز الإكراه إذا لم يكن لابتغاء عرض الحياة الدنيا .. ولكنه قيد للإكراه، لا باعتبار أنه مدار للنهي عنه، بل باعتبار أنه المعتاد فيما بينهم ... جيء به تشنيعًا لهم فيما هم عليه من احتمال الوزر الكبير لأجل النزر الحقير". قاله أبو السعود.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015