وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (?):
الواو: للاستئناف. مَن: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ.
يُكرِههُنَّ: مضارع مبني على السكون في محل جزم. والضمير: في محل نصب. وفاعله ضمير مستتر. فَإِنَّ: الفاء: رابطة في جواب الشرط. إِنَّ: حرف ناسخ مؤكِّد. اللَّهَ: الاسم الجليل اسم "إِنَّ" منصوب. مِن بَعدِ: جار ومجرور متعلق بـ "غَفُوُرُ رَّحِيمٌ". إِكْرَاهِهِنَّ: مضاف إليه. والضمير في محل جر بالإضافة كذلك. غَفُورٌ رَحِيمٌ: خبر بعد خبر لـ "إِنَّ".
* وجملة جواب الشرط في محل جزم بـ "مَن".
- وفعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر "مَن" على الراجح في المسألة.
وفي عائد جواب الشرط قولان:
أحدها: أنه محذوف، وتقديره: غفور لهم. قال أبو حيان: وهو الصحيح: "ليكون جواب الشرط فيه ضمير يعود على "مَن" الذي هو اسم الشرط، ويكون ذلك مشروطًا بالتوبة".
الثاني: أن العائد المحذوف تقديره: (لهم أو لهن، أو لهم ولهن). كذا قدَّره الزمخشري، وقيل: تقديره: (بِهنَّ). وذهب ابن عطية والعكبري إلى ترجيح (لهن)، وعلى هذا يخلو جواب الشرط من ضمير عائد على اسم الشرط. ولا يجوز -عند أبي حيان- أن يكون الرابط هو الضمير المقدَّر الذي هو فاعل المصدر؛ إذ التقدير: بعد إكراههم لهن.
وقال الإمام الرازي في ترجيح القول الثاني: "فيه وجهان:
أحدهما: غفور رحيم لهن؛ لأن الإكراه يزيل الإثم والعقوبة عن المكرَه فيما فعل.