بهما، ولم يصل: ومن يتبعها، أو من يتبع خطواته لزيادة التقرير، والمبالغة في النفير والتحذير".
فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ:
الفاء: واقعة في جواب الشرط. إِنَّ: حرف ناسخ مؤكِّد. والهاء: في محل نصب اسم "إِنَّ". واختلف فيه على أقوال:
الأول: أنه ضمير الشأن، والمعنى: إن شأن الشيطان الأمر بالفحشاء والمنكر.
الثاني: أنه عائد إلى الشيطان. والمعنى: إن الشيطان يأمر بكذا وكذا.
الثالث: أنه عائد إلى "مَنْ". والمعنى أن من يتبع خطوات الشيطان يأمر بكذا وكذا، أي: يصير رئيسًا متبعًا في الضلال.
والقولان الأولان هما لمن لا يشترط وجوب عود الضمير على اسم الشرط.
يَأْمُرُ: مضارع مرفوع. وفاعله مستتر تقديره: (هو). بالفحشاء: جار ومجرور.
متعلق بـ "يَأْمُرُ". والمنكر: عاطف، ومعطوف مجرور.
* وجملة: "يَأْمُرُ ... " في محل رفع خبر "إِنَّ".
- وجواب الشرط هو إما قوله: "فَإِنَّهُ يَأْمُرُ ... " على أنه من إقامة السبب مقام المسبب؛ "كأنه قيل: فقد ارتكب الفحشاء والمنكر" لأن دأبه المستمر أنه يأمر بهما، فمن اتَّبع خطواته فقد امتثل بأمره قطعًا". قاله أبو السعود. وإما أن الجواب مقدّر سدّ هذا مسدّه. أي وقع في الفحشاء والمنكر، لأنه لا يأمر إلا بهما.
- ومجموع الشرط وجوابه في محل رفع خبر عن "مَنْ" على ما هو راجح في المسألة.
* والجملة الشرطية "وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ... " تعليل للنهي عن اتّباع الشيطان، فلا محل لها من الإعراب.