قال الشهاب: "المختار فيه الإبدال؛ لأنه كلام غير موجب"، ولم يذكر الزمخشري فيه غير البدلية.

{فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ}:

الفاء: مزيدة في الجملة الاسمية لما في الموصول من معنى الشرط.

شَهَادَةُ: مبتدأ مرفوع. أَحَدِهِمْ: مضاف إليه مجرور. والهاء: في محل جر بالإضافة كذلك. أَرْبَعُ: خبر مرفوع، فهو كقولك: الظهر أربعُ ركعات.

شَهَادَاتٍ: مضاف إليه مجرور. باِللهِ: جار ومجرور وعلى قراءة الرفع في "أَرْبَعُ" الراجح تعليقه بـ "شَهَادَة" لا بـ "شَهَادَتٍ"؛ حتى لا يفصل بين المصدر ومعموله بأجنبي، وهو الخبر. وفي هذا يقول الشهاب: "هذا مما اختلف فيه النحاة؛ فمنعه بعضهم وجوَّزه آخرون مطلقًا، وآخرون في الظرف [يعني بشبه الجملة] كما هنا؛ استدلالًا بقوله: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} [الطارق/ 8 - 9]، والمانعون يقدرون له عاملًا غير "رَجْعِهِ". وفي كون الخبر أجنبيًا كلام أيضًا".

وقال الجمل: "الخبر ليس بأجنبي؛ لأن الخبر معمول المبتدأ فليس أجنبيًا عنه".

{إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}:

إِنَّ: حرف ناسخ مؤكِّد. والهاء: في محل نصب اسمه.

{لَمِنَ الصَّادِقِينَ}: اللام: مزحلقة. ومِنَ الصَّادِقِينَ: جار ومجرور، وعلامة الجر الياء وهو متعلّق بمحذوف خبر "إِنَّ".

* وقوله: "إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ" متعلق بـ "شَهَادَات"، على تقدير: على أنه لمن الصادقين، فأسقط الخافض وكسرت همزة "إِنَّ" لتعليق "شَهَادَات" عن العمل بسبب اتصال الخبر باللام المزحلقة.

* والجملة يُحتمل أن تكون في محل جر باستحضار (على)، أو في محل نصب على نزع الخافض. وجوَّز بعضهم أن تكون جوابًا للقسم، فلا محل لها من الإعراب؛ قال الشهاب: "الشهادة هنا بمعنى القسم، حتى قال الراغب: إنه يفهم منه وإن لم يذكر (بالله) ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015