الثاني: أنه في محل جر بدل من الضمير في "لَهُمْ"، وهو قول الشافعي رحمه الله. ويكون الاستثناء واردًا على قبول الشهادة والتفسيق، وكذلك يرد عليهما جواب الشرط.
واستشكل على ذلك بقوله تعالى "أَبَدًا". غير أن الشافعي صرف "الأبد" إلى مدة كونه قاذفًا.
الثالث: أن "إِلَّا" ابتداء كلام، والَّذَينَ: في محل رفع مبتدأ تضمن معنى الشرط، وجواب الشرط وارد عليه ولا تعلق له بما قبل "إِلَّا".
تابُوا: فعل ماض. والواو: في محل رفع فاعل. مِن بَعْدِ: جار ومجرور، وهو متعلق بـ "تَابُوْا". ذَلكَ: اسم الإشارة في محل جر بالإضافة، واللام: للبُعد، والكاف: للخطاب. وَأَصْلَحُوْا: الواو: للعطف. أَصْلَحُوْا: فعل ماض. والواو: في محل رفع فاعل. والجملة معطوفة على ما قبلها.
{فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}:
الفاء: تعليلية، أو مزيدة في خبر الموصول الأول أو الموصول الثاني لتضمنه معنى الشرط على الخلاف السابق بيانه. إِنَّ: حرف ناسخ مؤكِّد. اللهَ: الاسم الجليل اسمه منصوب. غَفُورٌ رَحِيمٌ: خبر مرفوع بعد خبر عن "إنّ".
* وجملة "فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" في محلها قولان:
الأول: أنها تعليل لما يفيده الاستثناء من العفو عن المؤاخذة بسبب الفسق، فلا محل لها من الإعراب.
الثاني: أنها في محل رفع خبر عن "الَّذِينَ" الثانية أو عن "الَّذِينَ" الأولى على الخلاف المتقدم، وزيدت الفاء لشبهها بجواب الشرط.
* وجملة "تابُوا" وما عطف عليها صلة الموصول لا محل لهما من الإعراب.