بفعل مضمر دل عليه قوله "فَاجْلِدُوا"؛ أي: اجلدوا الذين. يَرمُونَ: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو: في محل رفع فاعل. "الْمُحْصَنَاتِ": مفعول به منصوب، وعلامة نصبه: الكسرة. وقيل: هو نعت لمنعوت محذوف، وتقديره: الأنفس المحصنات، أو الفروج المحصنات؛ لتعم النساء والرجال. وفي تأويل "الْمُحْصَنَاتِ" أقوال لا يتأثر بها الإعراب. ومتعلق الفعل محذوف تقديره: يرمون المحصنات بالزنا.
{ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ}:
ثُمَّ: عاطفة. لَوْ: حرف نفي وجزم وقلب. وقال أبو السعود: "النفي بـ "لَوْ" إشارة إلى تحقق العجز عن الإتيان بالشهداء". يَأْتوُا: مضارع مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون. والواو: في محل رفع فاعل. بِأَرْبَعَةِ: جار ومجرور. وهو متعلق بـ "يَأْتُوا". شهداء: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة.
{فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً}:
الفاء: واقعة في جواب ما يشبه الشرط، ويجوز أن تكون استئنافية.
اجْلِدُوهُمْ: فعل أمر مبني على حذف النون. والهاء: في محل نصب مفعول به. ثَمَانِينَ: نائب عن المفعول المطلق منصوب. جَلْدَةً: تمييز منصوب.
ومعنى "اجْلِدُوهُمْ": أي: كل واحد منهم.
وفي محل قوله "فَاجْلِدُوهُمْ" ما سبق ذكره من أقوال في إعراب: {فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا} [الآية 2 من هذه السورة]. وتحصيله أن الجملة في محل رفع خبر، ودخلت الفاء عليها لما في الموصول من شبه بالشّرط، أو هو خبر على إضمار قول محذوف، أو خبر على المعنى على ما قرره ابن الأنباري. وإذا جعلت "الّذَينَ" في محل نصب بفعل مضمر فالجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب.