* جملة "فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ ... " معطوفة على "يَقُولُونَ ... " في الآية السابقة، فهي في محل نصب أو رفع عطفًا على خبر "كانَ" الناقصة، أو نعت لفاعل (كان) التامة على التفصيل المتقدم.
{إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111)}
إِنِّي: حرف ناسخ مؤكِّد. الياء: في محل نصب اسمه. جَزَيْتُهُمُ: فعل ماض.
والتاء: في محل رفع فاعل. والهاء: في محل نصب مفعول به أول.
الْيَوْمَ: ظرف منصوب بالفعل. بِمَا صَبَرُوا: الباء جارة مفيدة للسببية.
مَا: مصدرية. صَبَرُوا: فعل ماض. والواو: في محل رفع فاعل. و "مَا والفعل" مصدر مؤول في محل جر بالباء. والمعنى بصبرهم على الاستهزاء. وفي المفعول الثاني لـ "جَزَيْتُهُمُ" قولان؛ الأول: أنه محذوف، وتقديره: الجنة، أو هو قوله: "أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ"، ويأتي تفصيل القول فيه.
{أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ}:
أَنَّ: حرف مصدري ناسخ مؤكّد. والهاء: في محل نصب اسمه. هُمُ: يجوز فيه أن يكون ضمير فصل لا محل له من الإعراب، أو في محل رفع مبتدأ.
الْفَائِزُونَ: مرفوع، وعلامة رفعه الواو خبرًا مفردًا عن "أنّ"، أو على أنه خبر عن "هُمُ"، والجملة الاسمية "هُمُ الْفَائِزُونَ" في محل رفع خبرًا جملة عن الناسخ.
- وفي محل "أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ" من الإعراب قولان: أنه مصدر مؤول في محل نصب؛ إما على أنه المفعول الثاني لـ "جَزَيْتُهُمُ" ويكون التقدير: جزيتهم الفوز، أو على نزع خافض مفيد للسببية وهو الباء أو اللام؛ أي: جزيتهم الجنة بفوزهم أو لفوزهم. وقال الشهاب: "الاختصاص مفهوم من ضمير الفصل". قلت: أما على قراءة كسر همزة "إن" فهو استئناف وتعليل.
* وجملة "إِنِّي جَزَيْتُهُمُ ... " استئناف ببيان ما هم فيه من نعيم، وأن الإيذاء كان سبب الفوز.