السمين: "ويجوز على هذا الوجه أن يكون على حذف مضاف؛ أي: يا ملائكة ربي ارحمون، فحذف المضاف، ثم التفت إليه مسعود الضمير، كقوله: "وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا". ثم فلا: {أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} [الأعراف / 4]؛ التفاتًا لأجل المحذوف.
الثالث: أنه دلالة على تكرير الفعل؛ كأنه قال: ارجعني، ارجعني، ارجعني. وبه وجه قوله تعالى: {أَلقِيَا في جَهَنَّمَ ... } [ق/ 24]؛ على معنى: ألق، ألق. وأظهر هذه الأقوال هو حمله على التعظيم، خلافًا لابن مالك. قال الشهاب: "لا عبرة بمن أنكره، اغترارًا بكلام الرجل، ومن فرّ منه فجعله خطابًا للملائكة بعد الاستغاثة بالله فقد تعسف، وأقرب منه تقدير المضاف؛ أي يا ملائكة ربي. وأما اعتراض ابن مالك بأنه لا يعرف أحدًا يقول: ربِّ ارحمون ونحوه؛ لما فيه من إيهام التعدد، فمدفوع بأنه لا يلزم من عدم صدوره عنّا كذلك ألا يطلقه الله على نفسه كما في ضمير المتكلم، فتأمل! ".
{لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)}
{لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} (?):
لَعَلِّىَ: حرف ناسخ للترجي. والياء: في محل نصب اسمه. أَعْمَلُ: مضارع مرفوع. والفاعل ضمير مستتر. صَالِحًا: مفعول به منصوب. وهو عام في كل صالح من العمل. فِيمَا: فِي: جارة. مَا: موصول في محل جر. تَرَكتُ: فعل ماض. والتاء: في محل رفع فاعل. ومفعوله مقدر، وهو الضمير العائد أي: في الذي تركته.