{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99)}
حَتَّى (?): حرف ابتداء دخل على الجملة الشرطية. وهو مع الجملة الشرطية غاية لما قبلهما، وهو الوجه الأقوى. واختلف فيما هو غاية له على أقوال يأتي بيانها. وجوّز ابن عطية مع معنى الابتداء "أن تكون غاية مجرّدة بتقدير كلام محذوف". وتعقبه أبو حيان فقال: "توهم ابن عطية أن "حَتَّى" إذا كانت حرف ابتداء لا تكون غاية، وهي وإن كانت حرف ابتداء فالغاية لا تفارقها، ولم يبين الكلام المحذوف المقدّر".
أما متعلّقٌ "حَتَّى" وما هي غاية له ففيه أقوال:
الأول: أنها غاية لـ "يَصِفُون" في قوله تعالى: "نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ" [الآية: 96]. قال الزمخشري: "أي لا يزالون على سوء الذكر إلى هذا الوقت".
والثاني: أنها غاية لـ "يَصفُون" في قوله: "سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ" [الآية/ 91].
والثالث: أنها غاية لـ "كَذِبُونَ" في قوله: "وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ" [الآية/ 90].
وعلى هذه الأقوال الثلاثة تكون الجمل فيما بين "حَتَّى" وموضع التعليق اعتراضية. قال الزمخشري بعد إيراد تعليق "حَتَّى" بـ "يَصفُون": "والآية فاصلة بينهما على وجه التعريض والتَّأكيد للإغضاء عنهم، مستعينًا بالله على الشيطان أن يستزله ويغريه على الانتصار منهم، أو على قوله: "وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ". وعلّق على ذلك السمين فقال: "قوله: أو على كذا ... كلامٌ محمول على المعنى".