حقيقية". ورجح الزمخشري والشهاب وجه الصفة؛ "لأنه أريد به الثبات والاستمرار فيعرف بالإضافة". ولم يذكر ابن الأنباري إلا البدل. وقد قرئ (عالمُ) بالرفع على الاستئناف، وهو الراجح عند أكثر البصريين والكوفيين كما قال النحاس، واستجاد الأخفش الجر ليكون الكلام من وجه واحد.
الْغَيْبِ: مضاف إليه مجرور. وَالشَّهَادَةِ: معطوف على المجرور قبله.
فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ:
الفاء: فيها ثلاثة أقوال:
الأول: هي عاطفة للجملة على معنى ما تقدَّم؛ كأن (عالم الغيب فتعالى)؛
كقولك: زيد شجاع فعظمت منزلته؛ أي شجع فعظمت.
الثاني: استئنافية على معنى الواو. قال الفراء: "العرب قد تستأنف بالفاء كما يستأنفون بالواو" ...
الثالث: هي تفريعية، وهي التي تدخل على النتيجة، وإليه ذهب الشهاب.
تَعَالَى: فعل ماض مبني على الفتح المقدَّر. والفاعل ضمير مستتر.
عَمَّا يُشْرِكُونَ: عَن: جار. ما يُشْرِكُونَ؛ فيه قولان:
الأول: أن "مَا" مصدرية. يشركون: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون. والواو: في محل رفع فاعل. و"مَا" والفعل: مصدر مؤول في محل جر بـ"عَن". والتقدير: عن شركهم، وهو الوجه.
الثاني: أن تكون موصولة. و"يُشْرِكُونَ" فعل وفاعل. والمفعول مقدَّر وهو الضمير العائد.
قلت: ولا حاجة إليه لتعدد التقدير؛ فمآل المعنى عمّا يشركونهم به.
* وجملة: "فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" معطوفة على معنى ما تقدَّم، أو استئنافية، فلا محل لها من الإعراب. ويجوز فيها أن تكون إنشاء أو خبرًا مؤتنفًا. وجوّز أن تكون في محل نصب على إضمار القول أي: فأقول: تعالى عمّا يشركون.