لا ينافي كراهتهم لهذا الحق"، ويجوز أن يكون الضمير للناس لا لقريش، كقوله: "وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ" [يوسف: 103] ". وقيل كان ذلك: "لأنه كان منهم من ترك الإيمان استنكافًا من توبيخ قومه، أو لقلة فطنته"، قاله الجمل.
{وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71)}
وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ (?):
الواو: للاستئناف. لَوِ: حرف شرط. اتَّبَعَ: فعل ماض وهو فعل الشرط.
الْحَقُّ: فاعل مرفوع. أَهْوَاءَهُمْ: مفعول به منصوب. والضمير: في محل جر بالإضافة. وفي معنى الحق قيل: "المراد الله سبحانه، على حذف مضاف، أي: صاحب الحق. وقيل هو مجاز". قاله النحاس، وأنكره ابن عطية؛ قال: "من قال إن الحق هو الله تعالى بشعت له لفظة "اتَّبَعَ"، وصعب عليه ترتيب الفساد المذكور في الآية". وقيل هو القرآن، وقيل هو الحق المذكور قبله.
لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ:
اللام: رابطة للجواب. فَسَدَتِ: فعل ماض، والتاء: للتأنيث.
السَّمَاوَاتُ: فاعل مرفوع. وَالْأَرْضُ: عاطف ومعطوف مرفوع.
وَمَن فِيهِنَّ: الواو: عاطفة. مَن: موصول في محل رفع معطوف على ما قبله. فِيهِنَّ: فِي: جار. والضمير في محل جر به. وشبه الجملة متعلق باستقرار محذوف، هو جملة الصلة لا محل لها من الإعراب.
* وجملة: "لَفَسَدَتِ ... " جواب شرط غير جازم، فلا محل له من الإعراب.