وقال النحاس: "استفهام تستعمله العرب على معنى التوقيف والتقبيح". وهو لإنكار الوقوع "أي: بل ألم يعرفوه عليه السلام بالأمانة والصدق وحسن الأخلاق"، قاله أبو السعود.
لَمْ: حرف نفي وجزم وقلب. يَعْرِفُوا: مضارع مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون. وهو مسبوق باستفهام مقدَّر؛ أي: ألم يعرفوا. والواو: في محل رفع فاعل.
رَسُولَهُمْ: مفعول به منصوب. والضمير: في محل جر بالإضافة. قال الفراء: "أي نسب رسولهم"، فهو عنده على تقدير مضاف محذوف.
فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ:
الفاء: للترتيب فهي مؤكدة لما قبلها، وهو قول أبي السعود. وهي عند الشهاب "سببية لتسبيب الإنكار عن عدم المعرفة. فهو داخل في حيِّز الإنكار. ومآل المعنى: هم عرفوه بما ذكر فكيف ينكرونه؟ ". هُمْ: في محل رفع مبتدأ.
لَهُ: اللام: للجر وهي للتقوية. والهاء: في محل جر به. "وتقديم الجار والمجرور للاختصاص أو الفاصلة، وهو على تقدير مضاف؛ أي منكرون لدعواه؛ لأنه لا يمكن إنكار ذاته وهوفيهم"، كذا قال الشهاب.
مُنْكِرُونَ: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الواو.
* وجملة: "فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ"، معطوفة أو تعليلية، فلا محل لها من الإعراب.
{أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70)}
أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ (?):
أَمْ: حرف إضراب وانتقال كسوابقه. وهمزة الاستفهام مقدّرة، قال أبو السعود: وهي "لإنكار الواقع كالأولى؛ أي: أيقولون به جنة مع أنه أرجحهم عقلًا، وأثقبهم ذهنًا. وروعي في هذه التوبيخات الأربعة، التي اثنتان منها متعلقان بالقرآن والباقيان به عليه السلام، الترقي من الأدنى إلى الأعلى".