{أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا}:
أَنَّ واسمها وخبرها مصدر مؤول، وفي محله من الإعراب ثلاثة أوجه:
أولها: أنه في محل نصب مفعولًا به لـ {يَعِدُكُمْ}، والمعنى: أيعدكم إخراجكم.
الثاني: هو في محل نصب على نزع الخافض، فأصله: أيعدكم بأنكم مخرجون.
الثالث: هو في محل رفع بفعل مقدّر، والمعنى: أيعدكم يحدث أنكم مخرجون.
وإليك تفصيل الخلاف في اسم "أَنَّ" الأولى وخبرها، ومتعلق " {إِذَا} "، وإعراب "أَنَّ" الثانية وصلته بما تقدَّمها، وننسقه على الوجه الآتي:
1 - {أَنَّكُمْ}: أَنَّ: حرف ناسخ مصدري مؤكّد. والضمير في محل نصب، لا على أنه اسم "أَنَّ"، بل الاسم مضاف محذوف، وأقيم الضمير مقامه فأخذ حكمه. إِذَا: ظرف زمان في محل نصب. مِتُّم: فعل ماض. والضمير: في محل رفع فاعل. {وَكُنْتُمْ}: الواو: للعطف. كُنتُمْ: فعل ماض ناسخ. والضمير: في محل رفع اسم (الكون). {تُرَابًا}: خبر الكون منصوب. {وَعِظَامًا}: الواو: للعطف. {عِظَامًا}: معطوف على خبر (الكون) منصوب مثله.
وعلى هذا الوجه يكون الظرف "إِذَا" متعلقًا بكون محذوف خبرًا عن "أَنَّ" الأولى، وأسمها محذوف على ما تقدَّم. ويكون التقدير: أن إخراجكم كائن وقت موتكم وكونكم ترابًا وعظامًا.
أما قوله: " {أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ} "، فهو الناسخ واسمه وخبره، جيء به تكريرًا للأولى على سبيل التوكيد، والتنبيه على المضاف المحذوف مع "أَنَّ" الأولى، وإلى ذلك مال العكبري.