فَاسْلُكْ: الفاء: رابطة للجواب بالشرط. اسْلُكْ: فعل أمر. والأصل فيه أنه يتعدى ولا يتعدى. وهو هنا متعدٍّ بمعنى: أَدْخِلْ. والفاعل مستتر وجوبًا تقديره (أنت).
فِيهَا: فِي: للجر. والضمير في محل جر به. والجار متعلق بـ "اسْلُكْ".
مِن كُلٍّ: جار ومجرور والتنوين في "كُلٍّ" عوض عن مضاف محذوف؛ أي من كل نوع من الحيوان. زَوْجَيْنِ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء. والمراد فردين مزدوجين. اثْنَيْنِ: صفة منصوبة، وعلامة نصبها الياء إلحاقًا بالمثنى، وهي تأكيد وزيادة بيان.
وقال ابن عطية: "الزوجان": كل ما من شأنه الاصطحاب كالذكر والأنثى من الحيوان".
وَأَهْلَكَ: الواو: عاطفة. أَهْلَكَ: منصوب، وفي نصبه أقوال:
أولهما: أنه معطوف على "اثنين"؛ أو على "زَوْجَيْنِ".
الثاني: أنه منصوب بفعل مضمر معطوف على "فَاسْلُكْ"، لا بالعطف على زوجين أو اثنين؛ أي "واسلك أهلك". قاله أبو السعود، وعلله بأدائه إلى اختلال المعنى. وقال: "تأخير الأمر بإدخالهم لاختلاف أمر دخولهم عن دخول غيرهم، ولأن في المؤخر ضرب تفصيل بذكر الاستثناء وغيره؛ فتقديمه يؤدي إلى الإخلال بتجاوب النظم الكريم". والمراد بالأهل: "أهل بيتك ومن آمن معك، أي من قومك، لا مَنْ آمن من أهلك". وهو قول الشهاب.
الثالث: قال الهمداني: "وقال بعض أهل العلم: "وَأَهْلَكَ" فعل ماض من الإهلاك، والمعنى: وأهلك الله جميع القوم إلا من سبق القول بأنه ناج". وضعّفه الشهاب، مرجحًا الوجه الأول لسلامته من الدخل، وخلوه من التعسف.