تضعيف البدلية. غير أن الأنباري والعكبري وغيرهما منعا أن يكون صفة؛ لأن إضافته لما بعده لفظية على نية الانفصال لا الاتصال، ولا يجوز أن يوسف لفظ الجلالة به، لكونه نكرة وإن أضيف إلى معرفة؛ ولذلك كان في تقدير: أحسن من الخالقين. وتحرير الخلاف في قول السمين: "أصله: هل إضافته محضة أم لا. والصحيح الأول".
القول الثالث: هو خبر مبتدأ مقدر؛ أي هو أحسن الخالقين. قال الأنباري: "وقوّى هذا التقدير أنه موضع مدح وثناء". بيد أن الشهاب قال: "الأصل عدم الإضمار"، ورجح الوجه الثاني، لأن إضافة "أَحْسَنُ" هي محضة على الراجح عنده.
وفي علة تنويع العواطف بين (الفاء) و "ثُمَّ" كلام طويل أجمله الشهاب في حاشيته.
الْخَالِقِينَ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء.
وحذف التمييز لدلالة المضاف إليه عليه، وتقديره: أحسن الخالقين خلقًا.
{ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15)} (?)
ثُمَّ: حرف عطف. إِنَّكُم: إِنَّ: حرف ناسخ مؤكِّد. والضمير في محل نصب اسم "إنّ". بَعْدَ: ظرف منصوب. ذَلِكَ: اسم الإشارة في محل جر بالإضافة. واللام: للبُعد. والكاف: للخطاب. والمعنى: أي بعد ما ذكر من التطور والإنشاء خلقًا آخر؛ ولذلك أفرد اسم الإشارة.
لَمَيِّتوُنَ: اللام: للابتداء مزحلقة. مَيِّتُونَ: خبر "إِنَّ" مرفوع وعلامة رفعه الواو. وقال الفراء في "مَيِّت" هو نظير " سيد" و"سائد"".