واختلف في مرجع "هُوَ" على قولين:
أحدهما: أنه راجع إلى "إِبرَاهِيمَ" فهو أقرب مذكور. وقد ضعَّفه جماعة منهم ابن عطية؛ من جهة أن قوله تعالى "وَفِي هَذَا" معطوف على قوله "مِن قَبْلُ"، أي من قبل القرآن، وفي هذا القرآن. ومقتضى ذلك أن يكون إبراهيم قد سمّاهم المسلمين في هذا القرآن، وهو معنى غير ظاهر. وذكر الشهاب في توجيهه: "قيل: قول إبراهيم: "وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ" [سورة البقرة 2/ 128]. كان سببًا لتسميتهم بمسلمين في القرآن؛ لدخول أكثرهم في الذرية فجُعِل مسمِّيًا لهم على المجاز". وقيل: يجوز على تقدير حذف في الكلام؛ أي: وسميتهم في هذا المسلمين. وقال العكبري: تقديره: وفي هذا القرآن سبب تسميتهم.
الثاني: أن "هُوَ" راجع إلى الله تعالى؛ أي الله سماكم المسلمين من قبل في الكتب السالفة وفي هذا القرآن. وقال ابن الأنباري: "المضمر المرفوع في "سَمَّاكُمُ" يحتمل الوجهين". وذهب أبو حيان إلى أن "الظاهر أن الضمير لإبراهيم؛ لأنه أقرب مذكور".
* وفي جملة: "هُوَ سَمَّاكُمُ المُسلِمِينَ ... " قال الشهاب: هي جملة مستأنفة.
وقيل: إنها كالبدل من قوله: "هُوَ اجتَبَاكُم"؛ ولذا لم يعطف.
لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُم (?):
اللام: جارة. والظاهر أنها للعاقبة؛ لأن التعليل غير ظاهر هنا. وقال الشهاب: "الظاهر أنه لا مانع منه". يَكُونَ: مضارع ناسخ منصوب بـ (أن) مضمرة.
- والمصدر المؤول في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بـ "سَمَّاكُمُ".