فهي تُصْبحُ ... على أن (هي) ضمير القصة، و"تُصْبِح" مع معموليها خبر عن ضمير القصة. و (الفاء) على هذا الوجه للاستئناف. واعترض ذلك السمين: لا حاجة إلى تقدير المبتدأ ضمير القصة ثم حذفه. وهو لا يجوز؛ لأنه لا يؤتى بضمير القصة إلا للتأكيد والتعظيم، والحذف ينافيه؛ ومن ثَمَّ فالجملة عنده فعلية مستأنفة.
الرابع: أنه مرفوع محمول على معنى "أَلَم تَرَ"، ومعناه: انتبه أو اعلم يا بن آدم. أنزل الله من السماء ماء. وإليه ذهب الفراء وابن النحاس والأنباري. قال ابن الأنباري: "ولو صرَّح بقوله: انتبه لم يجز فيه إلا الرفع، فكذلك ما هو بمعناه".
وقد سيق في امتناع وجه النصب في "فَتُصبِحُ" على أنها جواب للاستفهام أدلة كثيرة ألمحنا إلى بعضها فيما تقدَّم، ونمسك عن تعقبها، فهو إطالة مرغوب عنها، ولعلَّ من أظهرها أن جواب الاستفهام يعتقد منه مع الاستفهام السابق شرط وجزاء، ويكون التقدير على هذا كما ذكره الشهاب: إن تر إنزال الماء تصبحْ الأرض مخضرة وهو خلاف المقصود، وفي معناه فساد.
الأَرضُ: اسم "تُصْبِحُ" الناسخة مرفوعة. مُخَضَرَّةً: خبر "تُصْبِحُ" منصوب. ومن ذهب إلى أن "تُصْبحُ" تامة جعلها حالًا منصوبة. وتقدَّم القول في ضعف هذا الوجه.
* وجملة: "فَتُصبِحُ الأَرضُ ... " في محلها قولان:
أحدهما: أنها في محل رفع عطفًا على خبر "أَنَّ"، بإعراب الفاء عاطفة.
الثاني: هي مستأنفة مسوقة لبيان ما يترتب على إنزال الماء، فلا محل لها من الإعراب.
إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ:
إِنَّ: حرف ناسخ مؤكِّد. اللَّهَ: الاسم الجليل اسم "إنَّ" منصوب.
لَطِيفٌ خَبِيرٌ: مرفوعان: خبر بعد خبر لـ "إِنَّ".
* والجملة اعتراض تذييلي لتعليل ما قبلها، أو لتقريره؛ فلا محل لها من الإعراب.