أَنزَلَ: فعل ماض، والفاعل مستتر تقديره: (هو). مِنَ السِّمَاءِ: جار ومجرور متعلق بـ" أَنزَلَ". ماء: مفعول به منصوب.
* وجملة: "أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ... " في محل رفع خبر "أَنَ".
والمصدر المؤول من "أَنَّ" ومعموليها في محل نصب سد مسدَّ مفعولي "تَرَ"، أو مفعولًا لها، على اختلاف الوجهين: علمية أو بصرية.
فَتصبِحُ الأَرضُ مُخضَرَّةً:
الفاء: تحتمل العطف والاستئناف. ووجه العطف مشكل من جهة عطف المضارع "تُصْبحُ" على الماضي "أَنزَلَ". وأجيب عن الإشكال بقولين:
أحدهما: أن "تُصْبِحُ" مضارع لفظًا، وماض معنى. وإليه ذهب العكبري، وجعله مع ذلك لا محل لجملته من الإعراب. وردَّه السمين فقال: "وهو كلام متهافت؛ لأن عطفه على "أَنزَلَ" يقتضي أن يكون له محل من الإعراب، وهو الرفع خبرًا، لكنه لا يجوز لعدم الرابط".
الثاني: أنه مضارع على بابه، وقد جيء به "لإفادة بقاء أثر المطر زمانًا بعد زمان"، وهو قول الزمخشري. وقال أبو حيان، إنما عبر بالمضارع؛ لأن فيه تصوير الهيئة التي الأرض عليها، والحالة التي لابست الأرض والماضي يفيد انقطاع الشيء". وقال أبو السعود: "إيثار صيغة الاستقبال للإشعار بتجدد أثر الإنزال، أو لاستحضار صورة الاخضرار".
تُصْبِحُ: فعل مضارع مرفوع: وهو ناسخ على القول الراجح، وعدُّه تامًا "ليس بشيء؛ لأن المراد من الاخضرار الدوام"، كذا قال الهمداني. وفيه أقوال:
أحدها: أنه بمعنى الماضي.
الثاني: أنه مضارع على بابه، وإنما جاء على صورته هذه لنكتة بلاغية سبق بيانها.
الثالث: أنه واقع في جملة مستأنفة لا معطوفة. وتقدير الكلام عند العكبري: