الثاني:
الجملة في محل نصب من باب عطف الحال على الحال، على إعراب ما قبلها حالًا.
{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48)}
{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ}:
في إعرابه ما تقدَّم من الأوجه عند إعراب نظيره [في الآية 45 من هذه السورة]. غير أن العطف في هذه بالواو، وفي تلك بالفاء. وفيه قال الزمخشري: "الأولى وقعت بدلًا من قوله {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ}. وأما هذه فحكمها حكم الجملتين المعطوفتين بالواو؛ أعني قوله: {وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} و {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ ... } (?). وخلاصة ما تقدَّم أن "كَأَيِّن" إما في محل رفع على الابتداء، وإما في محل جر بلام التعدية من الفعل المقدر "أَمْلَيْتُ"، وهو مضمر يفسره ما بعده. {مِنْ قَرْيَةٍ}: جار ومجرور وهو تمييز لـ "كَأَيِّن". والكلام على تقدير مضاف محذوف؛ أي أهل قرية (?).
{أَمْلَيْتُ}: فعل ماض. والتاء: في محل رفع فاعل. لَهَا: اللام: للجر.
والضمير: في محل جر به. وهو متعلق بـ {أَمْلَيْتُ}.
{وَهِيَ ظَالِمَةٌ}: جملة حال من مبتدأ وخبر في محل نصب. وقال أبو السعود (?): هي "حال مفيدة لكمال حلمه تعالى؛ أي: أمليت لها وهي ظالمة مستوجبة لتعجيل العقوبة".
* وجملة: {أَمْلَيْتُ} في محل رفع خبر عن "كَأَيِّن"؛ أو مفسرة لا محل لها من الإعراب.