مِمَّا: مِن: جارة. مَا: اسم موصول في محل جرب "مِن". قلت: ولا يبعد أن تكون مصدرية أو نكرة موصوفة. {تَعُدُّونَ}: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون. والواو: في محل رفع فاعل. والمفعول محذوف، والتقدير: مما تعدونه. وجاء الخطاب على الالتفات. قال أبو السعود (?): "الظاهر أنه للنبي - صلى الله عليه وسلم - ومن معه من المؤمنين".
* وجملة: {تَعُدُّونَ} في محلها أقوال (?):
أحدها: أنها صلة الموصول الاسمي فلا محل لها من الإعراب، وضمير المفعول المحذوف هو العائد، والتقدير: من الذي تعدونه.
الثاني: أن تكون مع "مَا" سابكة لمصدر مؤول والمصدر في محل جر بـ "مِن"، ولا حاجة معها حينئذ إلى عائد. ويكون المصدر على معنى المفعول؛ أي من معدودكم.
الثالث: أن تكون في محل جر صفة "مَا"، والمعنى: من زمن تعدونه، وضمير المفعول رابط بينهما.
* وجملة: {وَإِنَّ يَوْمًا ... } في محلها قولان:
أحدهما: أنها استئناف مسوق "لبيان بطلان استعجال العذاب ببيان ابتنائه على استطالة ما هو قصير عنده تعالى، فلا يكون في النظم الكريم حينئذٍ تعرّض لإنكارهم الذي دسّوه تحت الاستعجال، بل يكون مبنيًا على ظاهر مقالهم"، ذلكم قول أبي السعود (?). وعلى ذلك فلا محل للجملة من الإعراب، والوجه مبني على إعراب الجملة السابقة اعتراضية.