المذكورة، وهو باب المبتدأ. غاية ما في ذلك أنه دخل عليه ناسخ وهو "إِنَّ"، ثم أورد السمين أمثلة فيها المبتدأ مفسر بما بعده؛ ثم قال: "ولا فرق بين الآية الكريمة وهذه الأمثلة إلا دخول الناسخ ولا أثر له. وعجبت من غفلة الشيخ بعد ذلك".
{وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}:
الواو: عاطفة. لكِن: للاستدراك غير عاملة. تَعمَى: مضارع مرفوع، وعلامة الرفع ضمة مقدرة للتعذر. {الْقُلُوبُ}: فاعل مرفوع. {الَّتِي}: موصول في محل رفع، ويحتمل أن يكون صفة أو بدلًا أو عطف بيان. {فِي الصُّدُورِ}: جار ومجرور متعلق باستقرار محذوف. وهو جملة الصلة لا محل لها من الإعراب. والتعبير بالموصول وصلته مفيد للتوكيد (?)، من جهة أن القلوب لا تكون في غير الصدور، وجعله ابن عطية مبالغة من قبيل قولهم: نظرت إليه بعيني، وكقوله تعالى: {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ} [آل عمران: 167]. وقال الفراء: "هو مما تزيده العرب على المعنى المعلوم". وأما الزمخشري فعدّه تفسيرًا للضمير المبهم؛ والمعنى: إن أبصارهم صحيحة سالمة لا عمى بها، وإنما العمى بقلوبهم، أو لا يعتد بعمى الأبصار، كأنه ليس بعمى بالإضافة إلى عمى القلوب".
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)}
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ}:
الواو: للاستئناف. يَسْتَعْجِلُونَكَ: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون.
والواو: في محل رفع فاعل. والكاف: في محل نصب مفعول به.