المتصل وقوله: {لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ} أقوال (?):
أحدها: هَا: ضمير الشأن في محل نصب اسم "إِنَّ". وتأنيثه باعتبار القصة، ولأنه قد وليه فعل مشتمل على علامة تأنيث. ويسميها الفراء: ضمير عماد توفّى بها "إِنَّ"، أي تكف عن أن تطلب غيرها. "لَا": نافية مهملة. {تَعْمَى}: مضارع مرفوع، وعلامة الرفع ضمّة مقدّرة للتعذّر. {الْأَبْصَارُ}: فاعل مرفوع. وجملة {لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ} في محل رفع خبر. "إِنَّ" مفسرة لضمير الشأن. كأن أصله: فإن القصة لا تعمى الأبصار.
الثاني: هَا: ضمير مبهم يفسره قوله {الْأَبْصَارُ}، وكأن أصله: فإنها الأبصار لا تعمى، على إعراب ما دل عليه الضمير المبهم خبرًا أول عن "إِنَّ". وتعمى: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (هي) عائد إلى الضمير المبهم.
* وجملة {تَعْمَى} في محل رفع خبر ثان.
قال الشهاب: "فلما ترك الخبر الأول أقيم الظاهر مقام الضمير لعدم ما يرجع إليه فصار فاعلًا مفسرًا للضمير"، وإلى هذا ذهب الزمخشري. واعترضه أبو حيان فقال: "ما ذكره لا يجوز؛ لأن الذي يفسره ما بعده محصور، [يعني هي حالات مذكورة على سبيل الحصر، وليس هذا واحدًا منه، وهو في باب (رُبّ)، وفي باب (نعم وبئس)، وفي باب الإعمال، وفي باب البدل، وفي باب المبتدأ والخبر على خلاف في بعضها، وفي باب ضمير الشأن. والخمسة الأولى تفسر بمفرد، إلا ضمير الشأن فإنه يفسر بجملة، وهذا ليس واحدًا من الستة".
وانتصر السمين - ووافقه الشهاب - للزمخشري، فقال: "بل هذا من المواضع