منهم سير فكونٌ لقلوب يعقلون بها. أما نحاة الكوفة فالنصب عندهم بعد الفاء على الصرف أو الخلاف، ويعنون به مخالفة ما بعد الفاء لما قبلها فصرفوه عن أن يكون مجزومًا بالعطف على "يَسِيرُوا" إلى أخي الجزم وهو النصب. والنصب بالفاء على جواب الاستفهام، وقيل: على جواب النفي. وقال الجرمي: الناصب هو الفاء نفسها.

لَهُمْ: اللام: للجر، والضمير: في محل جر باللام، وهو متعلق بمحذوف خبر (الكون) مقدّم. قُلُوبٌ: اسم (الكون) مؤخّر مرفوع. قلت: ولا يبعد عندي أن يَكون الجار والمجرور متعلقًا بـ (يكون)، والفعل "تَكُونَ" تام. و"قُلُوبٌ" فاعل له مرفوع. {يَعْقِلُونَ}: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو: في محل رفع فاعل. بِهَا: الباء: للجر. والهاء: في محل جر به وهو متعلق بـ {يَعْقِلُونَ}.

* وجملة: {يَعْقِلُونَ بِهَا} في محل رفع صفة "قُلُوبٌ".

{أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا}:

أَوْ: عاطفة. {آذَانٌ}: معطوف على "قُلُوبٌ" مرفوع، فله حكمه.

يَسْمَعُونَ: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو: في محل رفع فاعل. بِهَا: جار. والضمير: في محل جرِّ به. وهو متعلق بـ {يَسْمَعُونَ}.

* والجملة في محل رفع صفة {آذَانٌ}.

- ولم يذكر متعلق {يَعْقِلُونَ} و {يَسْمَعُونَ} لدلالة المقام عليه (?). والتقدير: يعقلون ما حل بالأمم السابقة ويسمعون أخبارهم، أو يعقلون ما ينبغي أن يعقلوه من التوحيد، ويسمعون ما ينبغي سماعه من الوحي. وقال الشهاب (?): "لم يذكر الأعين، لأنه لا عبرة بها مع عمى القلب".

{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ}:

الفاء: للتعليل. {إِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ}: إِنَّ: حرف ناسخ مؤكِّد. وفي الضمير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015