الثاني: أنهما معطوفان على "عُرُوشِهَا"، والمعنى أنها خاوية على "بِئْرٍ" و "وَقَصْرٍ". قال السمين: "وليس بشيء"، وعده أبو حيان جهلًا بالفصاحة. أما الفراء فجعله من باب العطف على اللفظ دون المعنى، بتقدير عامل مناسب للمعطوف كقوله: "وزججن الحواجب والعيونا"، وصرَّح بأنه الأحب إليه.
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)}
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ}:
الهمزة: للاستفهام. والفاء: للعطف. وقدّم الاستفهام على العطف؛ لأن له صدارة الكلام. لَمْ: حرف نفي وجزم وقلب. يَسِيرُوا: مضارع مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون. والواو: في محل رفع فاعل. {فِي الْأَرْضِ}: جار ومجرور متعلق بـ "يَسِيرُوا".
- وقيل: الاستفهام على معنى التقرير، أي: قد ساروا ورأوا. وقيل: بمعنى التوبيخ. وقيل: هو حثّ على السفر، أو حثّ على النظر عند السفر (?).
* والجملة معطوفة على مقدَّر قبلها يقتضيه المقام، والتقدير: أَغفَلُوا فلم يسيروا ...
{فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا}:
الفاء: للسببية. تَكُونَ: مضارع منصوب بعد فاء السببية (?). والنصب عند البصريين بـ (أن) مضمرة سابكة مع الفعل لمصدر منتزع من الكلام. والتقدير: ليكن