ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ:
ثُمَّ (?): حرف عطف. قال ابن عطية: "ثُمَّ" لترتيب الجمل، لأن المَحِل قبل الأَجَل. وقال الزمخشري وأبو حيان: هي للتراخي في الوقت فاستعيرت للتراخي في الأفعال". وهي -عند الشهاب- " تحتمل التراخي في الوقت، والتراخي في الرتبة بحسب تفسير المنافع دنيوية أو دينية، وتفسير البيت العتيق، أهو الكعبة المشرفة أو البيت المعمور الذي ترفع إليه الأعمال، أو تكون فيه ثوابتها. والتراخي في الوقت لا ينافي الاختلاف في التعاقب، لأنه باعتبار الابتداء، ولذا جعله بعضهم رُتْبيًا".
مَحِلُّهَا: مبتدأ مرفوع، والضمير: في محل جر بالإضافة.
إِلَى الْبَيْتِ: جار ومجرور. وفي حاشية الجمل: "إِلَى" بمعنى (عند)، وهو متعلق بمحذوف خبر "مَحِلُّهَا".
* وجملة: "لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ ... " مقررة لمضمون ما قبلها. وقال الشهاب: "هي جملة اعتراضية" (?)، وعلى القولين لا محل لها من الإعراب.
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34)}
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا:
الواو: للاستئناف البياني بتقرير شريعة الله في شأن اختصاص كل أمة بنسك. لِكُلِّ: جار ومجرور. وهو مفعول ثان لـ"جَعَلْنَا" مقدم. قال أبو السعود. و "التقديم للتخصيص" (?). أُمَّةِ: مضاف إليه مجرور. جَعَلْنَا: فعل ماض. ونَا: في محل رفع فاعل. مَنْسَكًا: مفعول أول لـ"جَعَلْنَا" منصوب.