أحدها: أنه بدل من قوله "مِنْهَا" بإعادة العامل والرابط، وهو بدل اشتمال، والتقدير: من غمها. ولم يذكر الأنباري غيره، وإليه ذهب أبو السعود. وقيل: هو بدل البعض من الكل؛ كأن الغم بعضها، إذ يجوز أنَّ يكون بعضها غمًّا، وبعضها ليس غمًّا "؛ قاله الهمداني. وقال الشهاب: التنوين للتكثير.
الثاني: أنه مفعول لأجله غير صريح لافتقاد شرط الاتحاد في الفاعل؛ لأن فاعل الخروج غير فاعل الغم.
الثالث: أنَّ "مِن" للتعليل"، وهو متعلق بـ "يَخْرُجُوا"، أو أنها لبيان الجنس، أو لابتداء الغاية، وهو على الوجهين الأخيرين متعلّق بـ "أعُيدُوا".
وقال أبو حيان: "الظاهر تعليق الإعادة على إرادة الخروج، فلا بد من محذوف؛ ليصح به المعنى؛ أي من أماكنهم المعدة لتعذيبهم".
وقيل: تقديره: كلما أرادوا أنَّ يخرجوا أعيدوا فيها.
* وجملة: "كُلَّمَا أَرَادُوا ... " استئناف بيان هيئات ما يلاقي الكفار من العذاب.
وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ:
الواو: للعطف. ذُوقُوا فعل أمر مبني على حذف النون، والواو: في محل رفع فاعل. عَذَابَ: مفعول به منصوب. الْحَرِيقِ: مضاف إليه مجرور.
* وجملة "وَذُوقُوا ... " في محل رفع على إضمار قول معطوف على "أُعِيدُوا"؛ أي: أعيدوا فيها وقيل لهم هذا اللفظ. أو هي مفسرة للقول المقدّر (?).