الإعراب وقع بين المؤكَّد والمؤكِّد تشديدًا للكلام. وعلى هذا يكون قوله: "لَمَن صَرُّةُ أَقرَبُ مِن نفعِهِ" استئنافًا. وتفصيل إعرابه: أن (اللام) للابتداء، و"مَنْ" وَصِلته: "ضَرُّهُ أَقربُ مِن نَفْعِهِ" مبتدأ. وقوله: "لبئسَ المَولَى ... " جواب قسم مقدَّر، والقسم وجوابه في محل رفع خبر عن "مَنْ". وهذا الوجه هو الأظهر وهو أقرب الوجوه عند أبي حيان.
2 - في قوله: "ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ البَعِيدُ" أُعْرِب "ذَلِكَ" اسمًا موصولًا بمعنى (الذي). وهو: مبتدأ. الضلال: خبر عن "هُوَ". وجملة: "هُوَ الضَّلَالُ" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. والاسم الموصول "ذَلِكَ" في محل نصب بـ "يَدْعُوا". وتقدير الكلام: يدعو الذي هو الضلال البعيد. وقال السمين: "وليس هذا ماضيًا على رأي البصريين؛ إذ لا يكون عندهم من أسماء الإشارة اسمًا موصولًا إلا (ذا) بشروط. وأما الكوفيون فيجيزون في أسماء الإشارة مطلقًا أن تكون موصولة". وقد أجازه الفرّاء، وذكره الزجاج، ونعته بأنه الوجه الذي أغفله الناس، واستدل له بقوله: "وَمَا تِلكَ بِيَمِينِكَ يَمُوسَى" [طه: 20/ 17]، أي: وما التي بيمينك يا موسى. وحاصل الوجه أن قوله: "لَمَن ضَرُّهُ ... " استئناف، و"ذَلِكَ" موصول مبتدأ، خبره "ضَرُّهُ أَقرَبُ ... " على التفصيل الذي تقدَّم.
3 - قوله: "ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ البَعِيدُ" فيه: ذلك: مبتدأ. هو: بدل أو ضمير فصل أو مبتدأ ثان. الضلال: خبر عن "ذَلِكَ" أو عن "هوَ". و "هُوَ الضَّلَالُ" في محل رفع عن "هُوَ" إذا جعلته مبتدأ ثانيًا. يدعو: جملة مؤلفة من فعل وفاعل وضمير المفعول المقدَّر؛ أي (يدعوه)، وهي في محل نصب حال. وقدَّروا الحال بـ (مدعوًّا) فيكون المعنى: ذلك هو الضلال البعيدُ مدعوًا، وما بعده مستأنف. وقال العكبري: "هو ضعيف" ولم يبين وجه الضعف. ورجَّح السمين أن يكون تقديره بصيغة اسم المفعول هو علّة ضعفه، والأَوْلَى أن يقدر بـ (داعيًا).
4 - ذَلِكَ: بمعنى (الذي)، وبقية الإعراب كسابقه. غير أن جملة "يَدعُوا"