المقدّرة بـ (يدعوه) في محل رفع خبر وليس حالًا، وما بعده مستأنف. وهو وجه زاده الهمداني.
5 - "يَدعُوا": تكرار وإعادة لـ "يَدعُوا" الأول لطول الكلام؛ لا تأكيدًا له فقط، بل تمهيدًا لما بعده أيضًا من بيان سوء حال معبوده إثر بيان سوء حال عبادته بقوله تعالى: "ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ البَعِيدُ". كأنه قيل من جهته تعالى بعد ذكر عبادته لما لا يضره ولا ينفعه: يدعو ذلك. ثم قيل: لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير. كذا صاغه أبو السعود.
لَبِئسَ المَولَى وَلَبِئْسَ العَشِيرُ:
سَبَقَ القول في بعض أوجه إعرابها المتصلة بقوله تعالى: "يَدعُوا لَمَن ضَرُّهُ أَقرَبُ ... ". وتحصيل القول فيها على ما يأتي:
لَبِئسَ: اللام: مؤذنة بجواب قسم. والقسم مقدَّر محذوف. بِئْسَ: فعل ماض جامد لإنشاء الذم. المَولَى: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه، ضمة مقدَّرة للتعذُّر. والمخصوص بالذم محذوف تقديره: المدعوّ. وَلَبِئْسَ العَشِيرُ: الواو: عاطفة، وإعراب المعطوف كالمعطوف عليه.
* وجملتا الذم المتعاطفتان في محلهما من الإعراب قولان:
أحدهما: كلتاهما استئنافية مقررة لمضمون ما قبلها لا محل لها من الإعراب، وذلك مع الأوجه التي تسلِّط فيها "يَدعُوا" على الجملة التي بعده.
الثاني: هما مع القسم المقدّر المحذوف في محل رفع خبر عن "مَنْ" في قوله: "لَمَن ضَرُّهُ ... "، وذلك مع الأوجه التي لا يتسلَّط فيها "يَدعُوا" على الجملة اللاحقة.
- وعلى القول بالفصل بين الآيتين يكون قوله: "يَدعُوا لَمَن ضَرُّهُ ... " استئنافًا مسوقًا لبيان مآل دعائه المذكور (?).