أولًا - باعتبار تسلط "يَدعُوا" على الجملة بعدها، وفيه ثمانية أوجه، ذكر السمين سبعة منها، وهي:
1 - يَدعُوا: بمعنى: يقول. لَمَن: اللام: للابتداء. مَنْ: موصول في محل رفع مبتدأ أول. ضَرُّهُ: مبتدأ ثان مرفوع. والهاء: في محل جر بالإضافة. أَقرَبُ: خبر مرفوع عن المبتدأ الثاني. مِن نَفْعِهِ: جار ومجرور متعلّق بـ "أَقربُ" والهاء: في محل جر بالإضافة. وجملة المبتدأ الثاني وخبره صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وخبر "مَنْ" محذوف تقديره: إلهً أو إلهي؛ أي: يقول: لَمَن ضرّه أقرب من نفعه إلهٌ أو إلهي.
* وجملة: "لَمَن ضَرُّهُ أَقرَبُ مِن نَفْعِهِ" مع الخبر المقدر في محل نصب مقول القول، ولا يدخل فيه قوله: "لبَئسَ الْمَولَى ... "؛ إذ الكفار لا يقولون في أصنامهم ذلك. ويعزى هذا الوجه للأخفش، وقد ذكره الزجاج وابن الأنباري. وقال ابن النحاس: "هو أحسن ما قيل في الآية عندي". ورجَّح نسبته إلى المبرِّد. وقد ردَّه بعض المعربين بأنه فاسد المعنى؛ من جهة أنه موهم بأن الكافر يعتقد في الأصنام أن ضرّها أقرب من نفعها.
2 - يَدْعُوا: فعل مشبه بأفعال القلوب؛ لأنه فعل اعتقاد. وهو معلَّق عن العمل بلام الابتداء. وتفصيل الإعراب على ما مرَّ في الوجه السابق. والجملة "لَمَن ضَرُّهُ ... " في محل نصب سادّة مسد مفعولي "يَدْعُوا". وأنكر الهمداني هذا الوجه.
3 - يَدعُوا: بمعنى: يزعم، وهو معلَّق عن العمل بلام الابتداء، وسائر الإعراب على الوجه المتقدّم.
3 - يَدعُوا: على أصل معناه، وهو معلَّق عن العمل بلام ابتداء ولا خصوصية له؛ فكل الأفعال قلبية أو غير قلبية يجوز تعليقها عن العمل على مذهب يونس. وإعرابه كما تقدَّم.